أصل سكان الأغواطإن الجزائر بلد عتيق وأصيل مترامي الأطراف شاسع المساحة ، تعاقبت بهذا البلد خمس حضارات ، وان أول ماعرف التاريخ من سكان هذا البلد هم البربر الأمة العظيمة و الحضارة العريقة وآخر ماعرف الحضارة العربية الإسلامية العظيمة .
* لكل منطقة تاريخ حضاري وأصول ، ولكل فرد وجماعة عمق وجذور الاغواط هي جزء من هذا الكل ، حيز جغرافي له موقعه وخصائصه التاريخية والجغرافية وكذا الاجتماعية ، معقد التركيبة الاجتماعية من حيث الأجناس و القبائل ، و السلالات و العروش المركبة للنسق الاجتماعي المتمثل في سكان مدينة الاغواط بالخصوص وبلديتها ودوائرها.
* انه لكل منطقة أصول وقبائل وعروش و سلالات اختطها و لكل عرش نسب, إن معرفة النسب أمر ضروري وذالك أن العرب قديما اشتهروا بمعرفة الأنساب ، وهو علم له قواعده .فقد حاولنا معرفة السكان الأولون لمناطق ولاية الأغواط أصلهم ، نسبهم تقسيمهم ،تفرعاتهم ،استقرارهم ومواطنهم ،فوقفنا على بعض الوثائق و الشهادات الحية.
* أصل سكان المنطقة السهبية الصحراوية :
1- الأغــواط :
الموقع: تقع مدينة الأغواط على خطي الطول 33.8° شمالا ، وخط العرض 2.883° شرقا وعلى ارتفاع 751 متر على سطح البحر ، تنتمي المدينة إلى الشريط السهبي ، و الذي يطل على جبال الأطلس الصحراوي( جبل الأزرق و الميلق) من الجهة الجنوبية و الجنوبية الشرقية.
تقع على الطريق الوطني رقم 01 و تبعد عن العاصمة بـ 400 كلم جنوبا. و هي مركز للولاية وبوابة الصحراء. تقع على ضفة أحد كبريات الأودية التي تتوغل بالصحراء وهو وادي مزي الذي تغذية ينابيع جبل العمور.شيدت هذه المدينة على حافتي جبل " تيزي قرارين " حيث تصطف الدور كالمدرجات على منحدرين من هذا الجبل مكونة واحة شمالية غربية و أخرى جنوبية شرقية. وعلى ثلاث مرتفعات صخرية، الأولى المطلة على وادي مزي وتحوي ضريح الولي الصالح سيدي عبد القادر و الثانية بالوسط وتحوي البرج الغربي ، أما الثالثة فغربا وتحوي ضريح سيدي الحاج عيسى ، وبالامتداد غربا نجد صخرة الكلاب ، وبالمقابل نجد بالشمال الغربي سلسلة كاف الأحمر وكاف مقران .
- الأغواط الموقع المنيع الذي يمثله جبل تيزي قرارين ووفرة المياه بوجود منبع مائي مثل راس العيون و وادي مزي ,و الأغواط الخصبة كالضايات الغربية الشرقية و السهوب , وكل هذه و مثلما ساهمت في تواجد الإنسان على مر العصور , فقد جلبت إليها النزوحات القبلية القديمة من شتى الأصقاع
ب- أصل التسمية :
لقد تضاربت الأقوال عن أصل تسمية المدينة بـ الأغواط وهي كلها افتراضات و روايات شفوية متداولة .
- ترجع تسمية مدينة الأغواط حسب العلامة إبن خلدون إلى أحد القبائل البربرية " بني الأغواط " والتي كانت تقطن المنطقة , المنحدرة من قبيلة مغراوة أحد فروع القبيلة البربرية " زناتة " . كما ورد في قول إبن خلدون : " و قبيلة لقواط موجودة في نواحي البيض و يقال لهم كسال " . القبيلة البربرية "لقواط" سكنت المدينة وناحية البيض في رأيه الأغواط سمي بإسم سكانها ، و نزعم أنهم افترض ذلك أو أنه إعتمد على الروايات الشفهية ثم أنه في البداية كتبها " الأغواط "1
قال الشاعر عبد الله بن كريو في وصفه :2
لقـواط أقواطيــن في معرفتـنا Ì لقـواط المعلـوم و لقواط كسـال
لقواط اللي جاي ميزوا شرقنا Ì و اللي ناسو عايشة همة وادلال
- بينما يرجع الكاتب الفرنسي " جون ميليا " Gean Melia في كتابه " الأغواط و المنازل المحاطة بالبساتين "(Laghouat et les maisons en tourees de gardins ) سنة 1923 بأن الأغواط أخذت إسمها من موقعها المخضو حيث أن " غوطة " هي المكان المنبسط الكثير الإخضرار و المياه3 .مثل غوطة دمشق بسوريا. نعلل ذلك بوجود العديد من الدور المحاطة ببساتين لا يزال بعضها إلى يومنا هذا مثل : ال**ارة , الصوادق . و هو التفسير الذي يعطيه أهل البلد المسنون .
- و هذا ما يذهب إليه الشاعر مفدي زكرياء حين قال :4
أبا الغوطتين يباهي الشـــــآم Ì و أغــواطنا بالشــآم إستخـــفا ؟
كـــأن حدائقــه العابـقـــــــــا Ì ت , نوافج مسك تضو عن عرفا.
- إن اسم الأغواط الذي فرنس إلى " Laghouat " والذي يعني الحدائق و الآتي من الاسم البربري الأمازيغي " غوغتى " أو " رورتي " الذي يعني حقول أشجار فواكه ما يؤيد هذا وجود حقول بها أشجار المشمش , الخوخ , البرتقال , الكروم وغيرها مغروس ليس فقط في الحقول بل في أفنية المنازل على شكل تيندا " Tinda " و هي عبارة عن أعمدة متصالبة مسندة بدعامة من خشب .5
- بالرجوع إلى اللهجة البربرية حسب " دوران دو لاكر " D. Dourane ضابط فرنسي إهتم بتاريخ المدينة أثناء إحتلالها فإن معنى الكلمة هو جبل في شكل منشار , و هو موجود بالفعل شمال غرب المدينة وهو كاف الأحمر " كاف أمقران ".6
- فهناك من يزعم أن " لقواط " جمع قوطي باللهجة العامية أي العلبة التي تصنع من الحلفاء توضع بداخلها مختلف الأشياء.7