إن الحمد لله تعالى نحمده و نستعين به و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا من يهده الله تعالي فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمد عبده و رسوله . . . . أما بعد
فإن من عادة الناس أن يتكلموا عن هجرة رسول الله صلي الله عليه وسلم بكلام يعرفه أكثر الناس و لكن أريد أن أتكلم عن الهجرة بكلام عملي يستند إلى كتاب الله عز وجل والى سنة النبي صلى الله عليه وسلم لنحمل الجماهير على التلبس بمعنى الهجرة .
والهجرة أصلها الترك فما هو الذي يجب على المسلمين أن يتركوه في هذه الأيام ؟ ولست أرى زمانا الهجرة فيه أوجب من هذا الزمان ، المطلوب من الناس أن يتركوا عقائد فاسدة ، ومعاملات فاسدة وأن يتركوا العمل بأردأ الفقه .
وفى سنن النسائي وأحمد بإسناد قوي وصححه ابن حبان والحاكم من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رجلا جاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أي الهجرة أفضل ؟ قال : أن تهجر ما كره ربك عز وجل .
وفى حديث عبد الله بن عمر ومعاوية بن أبي سفيان وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال صلى الله عليه وسلم : " الهجرة هجرتان هجرة إلى الله ورسوله وهجرة عما يكره الله عز وجل .
الهجرة الواجبة في زمان الرسول صلى الله عليه وسلم إنقطعت كما في حديث إبن عباس وغيره من الصحابة رضي الله عنهم قال صلى الله عليه وسلم : " لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية وإذا استنفرتم فانفروا .
والهجرة التي تدوم ولا تنقطع هي الهجرة من الذنب كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم : " المهاجر من هجر ما نهى الله عنه والمسلم من سلم المسلمين من لسانه ويده .
والخلاصة أن من جملة الهجر أن يهجر المرء الإعتقاد الفاسد إلى الإعتقاد الصحيح ، والسلوك الفاسد إلى السلوك الصحيح ، والفقه الفاسد إلى الفقه الصحيح ، يهجر البدعة إلى السنة ، ويهجر المعصية إلى الطاعة